مُشَرّعان أمريكيان يُطالِبان إدارة ترامب بردٍ على تقرير CNN عن تعاون الصين وإيران العسكري
موقع CNN بالعربية
14 نوفمبر / تشرين الثاني 2025
(CNN) -- طالَب مُشَرّعان أمريكيان إدارة الرئيس دونالد ترامب بالردّ على تقرير نشرته شبكة CNN الشهر الماضي، أفاد بأن شركات صينيّة تساعد إيران في إعادة بناء برنامجها للصواريخ الباليستيّة، مُتَحَدّيةً بذلك عقوبات الأمم المتحدة.
وجاءت هذه الدعوة، الصادرة عن النائبين راجا كريشنامورثي وجو كورتني، في أعقاب التقرير، والذي تناول ما وصفَته مصادر استخباراتية غربية بشحنات عديدة من بيركلورات الصوديوم، وهي مادة أوليّة تُستَخدَم في صناعة الصواريخ، من الصين إلى إيران، منذ نهاية سبتمبر/ أيلول.
وكتَب النائبان في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، أن هذه الشحنات "ضرورية لجهود طهران لإعادة بناء ترسانتها من الصواريخ الباليستيّة بعد حربها التي استمرّت 12 يومًا مع إسرائيل الصيف الماضي".
وقالا: "إنّ دعم بكين لإعادة تسليح طهران أمرٌ مُقلِقٌ للغاية، ويُقَدّم مثالاً آخر على استعداد الحزب الشيوعي الصيني للتحريض على العدوان الاستبدادي من أوروبا إلى الشرق الأوسط".
ووفقاً لتقرير شبكة CNN، تقول مصادر استخباراتية أوروبية إن 2000 طن من بيركلورات الصوديوم، المادّة الأوليّة الرئيسية في إنتاج الوقود الصلب الذي يُغَذّي الصواريخ التقليدية الإيرانية متوسّطة المدى، وصلَت من الصين إلى ميناء بندر عباس الإيراني بين أواخر سبتمبر ومنتصف أكتوبر/ تشرين الأوّل. وأضافت المصادر أن إيران اشترَت هذه المواد الكيميائيّة من مُوَرّدين صينيين.
ويبدو أن هذه الشحنات، التي يقول المحلّلون إنها قد توفّر ما يكفي من المواد الكيميائية لنحو 500 صاروخ باليستي، تُظهِر أن إيران تُكَثّف جهودها لإعادة بناء برنامجها الصاروخي، الذي استُنفِد بسبب الصراع مع إسرائيل في يونيو/ حزيران.
كما تأتي هذه الشحنات في ظلّ تزايد القلَق في واشنطن بشأن التنسيق المُحتمَل بين الصين وإيران وروسيا وكوريا الشمالية.
والتقى ترامب والزعيم الصيني شي جينبينغ الشهر الماضي لإجراء محادثات أسفَرت عن هدنة اقتصادية لتهدئة حربهما التجارية.
وكتب كريشنامورثي وكورتني، في رسالتهما: "تُشير أحدَث شحنات بكين من هذه المواد الكيميائية الأساسية إلى أن الإجراءات الأمريكية حتى الآن لم تردعها عن دعم طهران في شراء قدرات عسكرية هجومية".
وقال عضوا الكونغرس إن دعم بكين "لا يزيد من تهديد إيران لجيرانها فحسب، بل يساعد أيضًا روسيا والجماعات المُوالية لإيران، مثل الحوثيين الذين دعمَت إيران برامجهم الصاروخية سابقًا".
وأضافا أن هذه الشحنات "تنتهك أيضًا العقوبات التي أعادت الأمم المتحدة فرضها في سبتمبر، والتي تَحظر الدعم الدولي لبرنامج الصواريخ الباليستيّة الإيراني وتطوير أنظمة إيصال الأسلحة النووية".
ودعا كريشنامورثي وكورتني إدارة ترامب إلى توضيح الإجراءات التي تتّخذها "للرد على دعم جمهورية الصين الشعبية المستمر لبرنامج الصواريخ الباليستيّة الإيراني"، بما في ذلك التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها.
وأعلنَت إدارة ترامب في إبريل/نيسان عن عقوبات على اثني عشر كيانًا وشخصًا في إيران والصين لدورهم في شراء مكوّنات وقود الصواريخ الباليستيّة نيابةً عن "الحرس الثوري" الإيراني.
في الشهر الماضي، أُعيدَ فرْض عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على طهران منذ أكثر من عقد من خلال ما يُسَمّى بآليّة "سناب باك" - وهي آليّة تُطَبّق على انتهاكات إيران لخطّة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 لمُراقَبة برنامجها النووي.
وبموجب العقوبات التي أُعيد فرضها الشهر الماضي، لن تقوم إيران بأيّ نشاط يتعلّق بالصواريخ الباليستيّة القادرة على حمل أسلحة نوويّة.
ويجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيضًا منع تزويد إيران بالمواد التي قد تُسهِم في تطويرها لنظام إيصال الأسلحة النووية، والذي يقول الخبراء إنه قد يشمل الصواريخ الباليستية. كما يُطلَب من الدول منع تزويد إيران بالمساعدة في تصنيع الأسلحة.
مع أن المادّة المشحونة - بيركلورات الصوديوم - لم تُذكَر تحديدًا في وثائق الأمم المتحدة المتعلقة بالمواد المحظورة تصديرها إلى إيران، إلّا أنها تُعَدّ مادّة أوليّة مباشرة لبيركلورات الأمونيوم، وهو مؤكسد مدرج ومحظور يُستَخدَم في الصواريخ الباليستيّة.
الصين وإيران
يقول الخبراء إن عدم حظر العقوبات صراحةً لهذه المادّة الكيميائية قد يُتيح للصين مجالًا للقول بأنها لا تُخالِف أيّ حظر من الأمم المتحدة.
وعارضت الصين، إلى جانب روسيا، إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، قائلةً إنها تُقَوّض الجهود المبذولة للتوصّل إلى "تسوية دبلوماسية للقضية النووية الإيرانية"، وقد لا تراها مُلزَمة بهذه القواعد في حدّ ذاتها.
وردًا على سؤال من CNN الشهر الماضي حول الشحنات الأخيرة، قال متحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه على الرّغم من أنه "ليس على دراية بالوضع المحدّد"، فإن الصين "نفّذت بشكل متّسق ضوابط التصدير على المواد ذات الاستخدام المزدوج وفقًا للوائح الأمريكية".
وأضاف المتحدّث: "نودّ التأكيد على التزام الصين بحلّ القضية النووية الإيرانية سلميًا عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، ومعارضتها للعقوبات والضغوط".
وتابعت CNN في تقريرها الشهر الماضي رحلات عدّة سفن شحن حدّدتها مصادر استخباراتية على أنها مُشارِكة في نقل أحدث شحنات بيركلورات الصوديوم من الموانئ الصينية إلى إيران، وذلك باستخدام بيانات تتبّع السفن وحسابات طواقمها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتخضع العديد من سفن الشحن والكيانات الصينية المعنيّة لعقوبات أمريكية. ويبدو أن بعض هذه السفن قد تنقّلت ذهابًا وإيابًا بين الصين وإيران عدّة مرّات منذ نهاية إبريل.
وتقول المصادر إن طاقمها يعمل لدى خطوط الشحن التابعة لإيران، وإن منشوراتهم المُنتَظمة على مواقع التواصل الاجتماعي تُقَدّم دليلًا على محطّات توقّفهم في الرحلة من الصين إلى إيران.
وسبَق الإبلاغ عن شحنات مُماثلة. ومن المعروف أيضًا أن كيانات في الصين، الحليف الدبلوماسي والاقتصادي لإيران منذ فترة طويلة، تَستخدم شبكة من السفن لتصفية النفط الإيراني الخاضع للعقوبات الأمريكية إلى البلاد.
2025-11-28 13:20:39 | 47 قراءة