التصنيفات » ندوات

حلقة نقاش بعنوان «الحدَث السوري: رؤى إسرائيلية وتركية وروسية وإيرانية ..صراع الأحجام والمصالح والنفوذ»

حلقة نقاش بعنوان

«الحدَث السوري: رؤى إسرائيلية وتركية وروسية وإيرانية ..صراع الأحجام والمصالح والنفوذ»

عُقِدت في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بتاريخ 9-04-2025، حلقة نقاش بعنوان «الحدَث السوري: رؤى إسرائيلية وتركية وروسية وإيرانية: صراع الأحجام والمصالح والنفوذ»، والتي حاضَر فيها، إلى جانب رئيس المركز الدكتور يوسف نصرالله، كلٌ من:

- الدكتور محمّد نور الدين، خبير بالشأن التركي.

- الدكتور عبّاس إسماعيل، خبير بالشأن الإسرائيلي.

- الدكتور عماد رزق: مدير عام الاستشارية للدراسات الاستراتيجية.

- الدكتور مصطفى الحاج علي، عضو المجلس السياسي في حزب الله.

- الدكتور وليد درويش، عضو مجلس الشعب السوري سابقاً.

بداية، رحّب الدكتور يوسف نصرالله، رئيس المركز، بالحضور الكريم، وتطرّق إلى حالة اللايقين التي تسود المشهد السوري ربطاً بهواجس الدول المتأثّرة بالتغيير الحاصل، والذي سوف يكون موضع اختبار لمستقبل سوريا.

بدوره، رأى الدكتور محمد نور الدين بأن ما يجري في سوريا وفي المنطقة هو أمر نادر في التاريخ، من حيث النتائج التي لم تكتمل لغاية الآن منذ نكبة 1948 ونكسة 1967؛ وهي على جانب من الخطورة التي تُنذر ببدء حالة جديدة في المنطقة، وحتى على الصعيد العالمي.

وأضاف: نحن أمام تطوّرين أساسيين:

-التطوّر الأوّل: الضربة القاسية التي تلقّاها محور المقاومة وصولاً إلى لبنان، وتقييد حريّة حركة إيران بمواجهة أميركا.

-التطوّر الثاني: سقوط النظام في سوريا (نظام الأسد كان بمثابة واسطة العِقد في محور المقاومة).

وكان يمكن تجاوز كلّ العقبات لو بقي النظام في سوريا. ونتيجة هذا التغيير كان هناك رابحون ("إسرائيل" وتركيا) وخاسرون (إيران وروسيا والمقاومة).

أما بالنسبة للرابح الأوّل، فهو تركيا التي وجَدت الفرصة سانحة لتحقيق حلمها التاريخي (وهذا مطمع تاريخي وليس علماني  يهدف إلى إعادة إحياء المملكة العثمانية)، عبر توسّعها في سوريا.

والرابح الثاني هي "إسرائيل"، بإقدامها على تدمير المقوّمات العسكرية السورية، بحيث سهّلت دخول الفصائل المعارضة المسلّحة، وبالتالي مكّنتها من استلام السلطة. 

وعليه، نحن اليوم أمام لاعبين كبيرين في المنطقة: تركيا و"إسرائيل"، المُرتبطتين بالمرجعية الأميركية، ما يُسَبّب قلقاً كبيراً لدى المحور الآخر (محور المقاومة – إيران...).

بعد ذلك، تحدّث الدكتور عباس إسماعيل عن سعي "إسرائيل" لمنع تشكّل "التهديد" قبل وقوعه، وعن القاسم المشترك بين جميع الساحات، من حيث منع تعاظم القدرات عند "العدو"، وتدمير قدراته العسكرية، وكذلك مُغادرة سياسة الاحتواء واستبدالها بسياسة المنع بعدم السماح للعدو بتشكيل توازن الردع. واعتبر د.إسماعيل أن سقوط النظام في سوريا هو أهم انتصار لإسرائيل بعد اغتيال سماحة السيد نصرالله؛ ويعمل الكيان على منع تهديد أمنه الاستراتيجي، سواء من قِبَل إيران أو تركيا، وعدم جعل سوريا مقراً أو ممراً لهذا التهديد، عبر جعل المحور التركي بديلاً من المحور الإيراني. ويرى د. إسماعيل أنه لا وجود لمصطلح «ممر داوود» بعد تداول المعلومات التي تزعم ارتباطه بخطّة أو ممر جغرافي استراتيجي بين الجولان والعراق عبر الأراضي السورية. ولكن تبيّن أن هذا المصطلح لم يَرد قط في أي مصدر علني أو رسمي إسرائيلي.

من جانبه، شدّد الدكتور عماد رزق على ديناميكيّة القوى المتغيّرة داخل سوريا منذ سنة 2015، بعد دخول إيران وروسيا، وبعدها الفصائل المسلّحة منذ بداية الحرب، واتساع التدخّل التركي، والدور الذي لعبته أميركا عبر مُسَمّيات مختلفة، من مُساعدة الكرد والتحالف الدولي.. من هنا بدأ التداخل الروسي – الأميركي ونشوء الثلاثي: الإيراني- التركي -الروسي، إلى جانب قطَر والإمارات والسعودية. وأشار د. رزق إلى تحوّل الصراع بين الاقتصادي والعسكري. وبرأيه، فإن الروسي ليس بعيداً عن مشاكل "إسرائيل" الداخلية، وكذلك أميركا، بغضّ النظر عن مدى تأثيره.  وهو تكلّم عن توجّه للاندماج الروسي مع تركيا بغضّ النظر عن العلاقة الإيرانية- الروسية المتأرجحة؛ وروسيا تعد لما بعد مرحلة أردوغان. ولفَت إلى أن الروسي لم يتفاجأ بخروج الأسد من سوريا. أما الموقف الروسي من الأكراد، فهو يلعب على التناقضات بين التركي والأميركي. وحول الوضع في سوريا، هناك تواصل بين روسيا وأحمد الشرع، وهو تواصل قديم. أما بالنسبة للروسي، فهو لم يفقد نفوذه في سوريا بالرغم من انحسار قواعده. وبالنسبة للروسي، فإن مصلحته مع المقاومة أكثر أهمية من علاقته مع "إسرائيل". وتطرّق د. رزق إلى الجانب الصيني غير المهتم بما يجري في المنطقة، وهو يعنيه شأنه الخاص أوّلًا. وكذلك هناك الدور الأوروبي الذي انكفأ عن المنطقة (ولبنان). أما بالنسبة لأوكرانيا، فإن الحلّ فيها سيكون مُقابله استئناف الحرب في مكان آخر.

عضو مجلس الشعب السوري السابق، الدكتور وليد درويش، بدأ كلامه بالتأكيد على أن الحكم السوري، ومنذ نشأته، بُنِي على فكرة المقاومة. وبرأيه، فإن أحمد الشرع لا يمثّل أحداً في سوريا. وكشَف أن الحرب في سوريا لم تبدأ سنة 2011، وإنما هي متواصلة منذ سنة 2006؛ وهي حرب اقتصادية. وبرأيه، هناك عوامل ساهمت في سقوط النظام، ومنها الفساد المُستشري، وحالة التجويع التي دَمّرت كلّ مدّخرات الدولة؛ وأشاد بدور الإيرانيين الذين قدّموا كل شيء لسوريا (المال – رواتب الموظّفين منذ 2012، وهي كانت تأتي مباشرة من الإمام الخامنئي).

وكانت المُداخلة الأخيرة للدكتور مصطفى الحاج علي، وهي عبارة عن عَرض تساؤلات حول التناقضات التي تعيشها سوريا اليوم في ظل الحضور الكبير للقوى الإقليمية المتنافسة، وكذلك  الإسرائيلي الذي يهمّه أن تبقى سوريا في حال تفكّك، والتركي الذي يريدها مستقرّة، ودور الإمارات في كلّ ما يحصل. وتحدّث عن أهمية امتلاك سوريا مادّة السيليكون، وهي تتأرجح بين واقع اقتصادي صعب وواقع إجرامي مُتمثّل بوجود الجولاني. وتساءل عن حقيقة "التغيير" الذي حصل في سوريا، سواء من الخارج أو الداخل، بإشارته إلى "الخطأ" الذي ارتكَبته إيران، عبر تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية من دون تقديم رؤية سياسية لمستقبل سوريا. وراهناً، نحن أمام مرحلة صعبة؛ ليس هناك من مساعدات من دون أثمان؛ فمَن هو المستعِد؟ الأميركي مُرتاح، والإسرائيلي يتصرّف بشكل عدواني استباقي ليمنع أي تهديد لأمنه. والسؤال هنا: إلى أي مدى بمقدور الشعب السوري أن يتولّى عملية التغيير المستقبلية؟!

 

 

 

 

 

 

2025-04-12 11:56:53 | 76 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية