ملخّص التقدير الإسرائيلي
15-7-2025
ملخّص بحث حول استهداف إيران للجبهة الداخلية في الكيان الإسرائيلي
شهدت السنوات الأخيرة تصعيدًا غير مَسبوق في طبيعة المواجهة بين محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومحور الشرّ والإجرام بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والكيان الغاصب، لا سيما في الاشتباك الأخير الذي سَمّته "إسرائيل" باسم "الأسد الصاعد"، المُستَوحى من التوراة المُزَيّفة. وعلى هذا الصعيد، تجسّدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية كـ "كعب أخيل" في منظومة الأمن القومي الإسرائيلي. وهذا المفهوم تعزّز بشكل غير مسبوق بعد عملية "طوفان الأقصى"، ثم في الحرب المستمرّة مع محور المقاومة بقيادة إيران، حيث انتقلت طهران، في ردّها على العدوان، إلى سياسة الاستهداف المُباشر للمواقع الحيويّة الحسّاسة في عمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في تل أبيب وحيفا بشكل خاص. وهي تجاوزت قواعد الاشتباك التقليدية المحصورة التي كانت سائدة في ساحات ثالثة. وقد عكَس هذا التحوّل استراتيجية ردع مُتبادل جديدة لإيران، تقوم على تأكيد استمرار التضامن العملياتي مع محور المقاومة، خاصّة في غزة ولبنان، وتثبيت الردع المُضاد، واستعادة الهَيبة بعد اغتيال عدد كبير من القادة الإيرانيين العسكريين والمدنيين وعُلماء الذرّة؛ وإيصال رسالة استراتيجية بأن طهران لديها الإرادة والقدرة على ضرب العمق الإسرائيلي مهما كانت المَوانع والنتائج.
أما إسرائيلياً، فاعتمدت استراتيجية الكيان على "عقيدة الضاحية" وفَرض قواعد اشتباك جديدة تمنع تمدّد النفوذ الإيراني في المنطقة، مع استعراض قدرات تل أبيب الجويّة والتجسسيّة المتطوّرة، دفاعاً وهجوماً، أمام الداخل والخارج، وإبقاء المُبادرة الاستراتيجية بيَدها، عبر استهداف القيادات والبنى التحتية الإيرانية الحيويّة، وفَرض الردع الاستباقي لمَنع تنامي قدرات إيران النووية والصاروخية.
وقد اتّضح، إثر المُواجهة الأخيرة، أن استهداف إيران للجبهة الداخلية الإسرائيلية الرّخوة لم يعد مُجَرّد خيار تكتيكي نظَري، بل إنه تحوّل إلى عنصر استراتيجي فاعل في إدارة الصراع. وشكّل هذا التحوّل تحدّيًا كبيرًا للعقيدة الدفاعية الإسرائيلية، وفَرَض نمَطًا جديدًا من الحروب، يقوم على توازن رعب باستهداف نقاط ضعف الجبهات الداخلية والتهديدات المُتعدّدة الجبهات؛ الأمر الذي تجلّى في تآكل صورة الردع الإسرائيلي إقليميًا وارتباك منظومات الدفاع الجويّ على كثرتها (حيتس 3، القبّة الحديدية، ثاد، مقلاع داوود) واستباحة الجبهة الداخلية الإسرائيلية: نزوح جماعي، شلَل اقتصادي، هلَع نفسي، إقامة طويلة في الملاجئ المُمتَلئة بعشرات آلاف المُستوطنين المَرعوبين. وفي المُقابل، عمدَت "إسرائيل" إلى تغيير أولويّاتها الاستراتيجية، من خلال تطوير دفاعاتها، وتحصين العمق المدني والاقتصادي، واعتماد استراتيجية الضربة الاستباقية الكبرى، وتوظيف الدعم الأمريكي في تغطية كلّ هذه الجرائم. (بتصرّف، موقع المرصد 15/06/2025).
وباختصار، يمكن القول إن العدوان الإسرائيلي على إيران شكّل نقطة تحوّل استراتيجية في مشهد الصراع الإقليمي، وحَمَل معه تحوّلات عميقة، تتجاوز كونه مُجَرّد ضربة عسكرية وأمنية. فمن الناحية السياسية، عكَس هذا الهجوم تحوّلًا واضحاً في عقيدة الردع الإسرائيلية، من سياسة “الغموض البنّاء” والضربات المحدودة، إلى استراتيجية الضربات الاستباقية واسعة النطاق. وهذا يُشير إلى قناعة إسرائيلية بأن الردع التقليدي لم يعد كافياً، وأن المُواجهة – مهما كانت كلفتها – أفضل من استمرار تراكم القدرات النوعية الإيرانية، العسكرية والنووية. وفي المُقابل، حمَل الهجوم الإيراني المُضاد رسائل حازمة، مُوَجّهة إلى كلّ من الداخل الإسرائيلي والإقليمي والدولي، بشأن مَكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وموقعها الاستراتيجي الحيوي في عملية التحوّلات الجيوسياسية وإعادة خلط أوراق النفوذ الإقليمي.
لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا
2025-07-15 12:19:05 | 14 قراءة